مجلة مدرسة بورسعيد الفندقية
Mohammed Gourai
بتصرف
------------------------------------------------------------------------
استعمال السبورة بصورة فعالة في التدريس يعني أنها إضافة إلى كونها وسيلة بصرية بالغة القيمة للمتعلمين فإنها أيضا من العوامل التي تخلق روح الوحدة في الصف.
كيف ذلك؟
فعندما تتركز جميع الأبصار على السبورة فإن الصف يتحد مع نفسه ومع المدرس بشكل لا يتحقق إذا ما كان على المتعلمين أن ينظروا إلى الكتب أو الكراسات الموضوعة على المقاعد أمامهم إن روح الوحدة هذه بالغة الأهمية لأنها تحسن مقدرة المدرس على التعليم وطاقة المتعلمين على التعلم وقد يكون المدرس متمكنا وبارعا في مهارات التدريس الفعال ولكنه يفشل في إقناع المتعلمين بذلك إذا فشل في استخدام السبورة في التدريس بطريقة صحيحة فالمدرس الذي لا يراعي تنسيق السبورة وترتيب المعروض عليها
ينظر إليه المتعلمون على أنه شخص غير منظم في أفكاره
والمدرس الذي لا يراعي القواعد الصحيحة في رسم الأشكال على السبورة
قد يترك انطباعا خاطئا عن طبيعة هذه الأشكال في ذهن ومخيلة المتعلمين.
------------------------------------------------------------------------
تعتبر مهارة استخدام السبورة أحد مهارات التدريس الفعال؟
استخدام المدرس للسبورة يعكس بدرجة كبيرة سلوكه التدريسي
كيف ذلك؟
إن المدرس الذي
يستطيع أن ينظم أفكاره ويرتبها وفق التسلسل المنطقي لبناء موضوع الدرس أثناء شرح الدرس
يستطيع بالتالي أن يعكس ذلك على ما يكتبه أو يخططه أو يرسمه على السبورة
وبالطبع يفيد ذلك المتعلمين
إذ أن أي واحد منهم بمجرد إلقاء نظرة سريعة على السبورة، يستطيع أن يربط بين ما يقوله المدرس وما يكتبه
ومن خلال عملية الربط هذه
يترسب في أعماق المتعلم ووجدانه اتجاهات إيجابية عن عملية التعليم
فيقبل على التعلم بوعي وإدراك كاملين
أيضا، فإن سهولة عملية الربط بين ما يقوله المدرس وما يسجله على السبورة
يجعل عملية التعليم/التعلم عملية سهلة بدرجة كبيرة
وذلك يسهم في تحقيق النجاح الذي يسهم بدوره في تحقيق المزيد من النجاح
------------------------------------------------------------------------
ليس هناك أحسن الطرق الممكن اقتراحها ليأخذ بها المدرس أثناء عملية التدريس
فكل مدرس يمكنه أن يطوع أية طريقة يتبعها وفقا لمقتضيات الموقف التدريسي، كما أنه قد يستعمل طرق تعليم مختلفة في تدريس الموضوع الواحد حسب متطلبات المادة العلمية التي يتضمنها هذا الموضوع من جهة أخرى.
وبالرغم من زعمنا السابق بأنه لا توجد أحسن أو أفضل طريقة في التدريس، فإنه يوجد أفضل أسلوب لترتيب وتنسيق السبورة أثناء شرح موضوع الدرس. ويتوقف أسلوب ترتيب وتنسيق السبورة على مقدرة المدرس المهنية ومهاراته الشخصية في الرسم والكتابة على السبورة.
------------------------------------------------------------------------
بعض المفاهيم الأساسية لعملية التعليم/التعلم التي تحدد الاستعمال الوظيفي الأمثل والفعال للسبورة:
- الإثارة والتشويق.
- التعليم بالوسائل البصرية.
- دعم الحكمة المنطوقة أو المقروءة أو التجربة …الخ.
- التلخيص والتذكير ( خلاصة الدرس ).
------------------------------------------------------------------------
إرشادات لزيادة فاعلية الاستعمال الوظيفي للسبورة:
1
لا يكون التعليم فعالا إلا عندما يحدث التعلم. ولما كانت السبورة هي في الأصل إحدى وسائل التعلم البصري، لذا يجب على المدرس تكييف أسلوب عرضه على السبورة إلى مستوى "اللغة البصرية" التي يفهمها المتعلمون، على أن يراعي المدرس أن مستوى "اللغة البصرية" يتغير تغييرا واسعا من فئة سن إلى أخرى، كما أنه يتوقف على الخبرة البيئية لمتعلميه.
2
ينبغي التنوع في عملية التعلم لإثارة اهتمام المتعلمين وتفادي إرهاقهم العقلي والجسمي، وتتيح السبورة فرصا عديدة للتنوع والتغيير في طريقة عرض الدرس، وبخاصة إذا طلب المدرس من المتعلمين متابعته والاشتراك معه في العمل على السبورة.
3
إن الجمع ما بين
الكلمة المنطوقة والكلمة المقررة
وبين الكلمة ذاتها المكتوبة على السبورة
وبخاصة إذا رافقها شكل تخطيطي أو رسم بياني، يدعم ما يقوله المدرس ويجعله مفهوما، كما يجعل تعلم المتعلمين أنفسهم عملية سهلة وسلسلة.
والحقيقة إن تدعيم المعلومة بأكثر من طريقة أو أسلوب يجعل هذه المعلومة واضحة بالنسبة للمتعلمين، وثابتة في أذهانهم ويسهل عليهم فهمها، فلا يضطر أي متعلم للحفظ الآلي الأصم للمعلومات.
4
قلنا من قبل أن توظيف السبورة لا يكون فعالا إلا بمقدار ما يكون تدريس الموضوع الذي يرافقها فعالا. إذن، ينبغي على المدرس عند تحضيره للدروس الصفية اليومية أن يضع في ذهنه تصورا لبعض جوانب الدرس التي تعتبر مناسبة للعرض البصري على السبورة، وللجوانب الأخرى التي يجب عرضها بالأساليب الشفهية أو بالوسائل العملية.
5
عند استعمال المدرس السبورة، عليه أن يدرك إمكانية استخدامها لتحقيق الغرضين التاليين:
كصحيفة يضع عليها المدرس بعض الرسومات والكلمات المهمة وغيرها لفترة وجيزة، ثم يمحوها عندما لا تبقى حاجة إليها. وفي هذه الحالة يجب أن يراعي المدرس السرعة والبساطة في تسجيل ما يريد أن يسجله على السبورة بحيث لا يعرقل ذلك سير عرضه للدرس.
يمكن استعمال السبورة كلوحة للعرض تتضمن رسوما بيانية أو أشكالا هندسية مخططة تخطيطا دقيقا، وذلك يتطلب أن تكون السبورة نظيفة، وأن تكون الموضوعات المعروضة عليها مرتبة وواضحة ومختصرة، لأن دوام هذه الموضوعات قد يستمر وقت الحصة بالكامل.
------------------------------------------------------------------------
قواعد استخدام السبورة بفاعلية:
1
عندما يكتب المدرس على السبورة، يجب أن لا يقف ووجهه ناحية السبورة وظهره ناحية المتعلمين، ولأن ذلك يحجب رؤية المتعلمين عن ما يكتبه فلا يتابعون من جهة، كما أن ذلك يجعل المدرس نفسه لايرى ما يحدث داخل الفصل بين المتعلمين، وقد يكون ذلك من أسباب حدوث مشكلات عظيمة الشأن من جهة ثانية.
2
عندما يبدأ المدرس الكتابة على السبورة، ينبغي أن يراعي تنسيق وترتيب ما يخطه المدرس على السبورة، فينعكس أثر ذلك إيجابا على ردود فعل المتعلمين تجاه المدرس نفسه لأنهم يشعرون بأنه إنسان منظم ومرتب
أيضا ينعكس ترتيب السبورة على مدى متابعة المتعلمين لما يسجله عليها، وبذلك يكون من السهل جدا أن يراجع أي متعلم أية خطوة يكتبها المدرس على السبورة.
وعموما، إذا لم يهتم المدرس بتنسيق وترتيب السبورة، وكتب عليها بطريقة فوضوية وبغير انتظام، تكون النتيجة الطبيعية عدم اهتمام أو عدم متابعة المتعلمين بما يكتبه المدرس، كما أن تنسيق وترتيب السبورة يكون بمثابة المرآة التي تعكس خطوات العمل التي قام المدرس بأدائها، وتظهر في الوقت نفسه للمتعلمين وللزائرين للفصل مدى ترتيب تفكير المدرس خلال الحصة الدراسية.
3
لاحظنا فيما تقدم أنه ينبغي أن يراعي المدرس تنسيق وترتيب السبورة أثناء الكتابة عليها، ويتطلب هذا أن لا يكتب المدرس إلا العلاقات أو المعادلات المهمة والضرورية والتي عن طريق ربطها بعضها البعض، يمكن استنتاج النتيجة النهائية.
فالكتابة على السبورة لا تعني أبدا نقل كل الموجود في الكتاب المدرسي على السبورة، ولا تعني تسجيل كل ما يقوله أو يقوم بشرحه على السبورة.
وقد يضطر المدرس إلى إزالة بعض الرسومات أو المعادلات أو البيانات التي كتبها على السبورة، فإذا كان يحتاج إلى بعض هذه الأمور، فعليه أن يراعي ذلك أثناء تنسيق السبورة، فيخصص جزء منها لذلك الأمر.
4
قد يطلب المدرس من أحد المتعلمين استخدام السبورة في حل أحد التدريبات أو المسائل، في هذه الحالة ينبغي أن يتابع المدرس ما يكتبه المتعلم خطوة بخطوة على السبورة حتى لا يترك المتعلم يواصل الحل الخطأ.
ومن الأفضل أن يجعـل المدرس المتعلم يكتشف بنفسه الخطـأ الذي وقع فيه، فإذا عجز عن تحقيق ذلك يسأل بقية المتعلمين عن الخطأ الذي وقع فيه زميلهم.
بعض المدرسين، قد يطلبون من أكثر من متعلم في وقت واحد المشاركة في العمل على السبورة، وذلك الإجراء يكون غير ذي نفع وغير مجدي في أغلب الأوقات، إذ أن استعمال السبورة من قبل متعلم واحد يتطلب مدرسا واعيا ودقيقا وشخصيته قوية، لأن عليه أن يحفظ النظام في فصل يعمل فيه متعلم واحد ويظل باقي المتعلمين متابعين أو مشاركين متحمسين.. فما بالك إذا استعمل السبورة أكثر من متعلم، فلن يستطيع المدرس متابعتهم معا بدقة، كما أن بقية المتعلمين لن يروا المكتوب على السبورة بسبب الزحمة أمام السبورة (وجود مدرس واثنين أو ثلاثة من زملائهم).
5
على المدرس أن يدرك أنه يمكن استعمال بعض الوسائل التعليمية الأخرى بجانب السبورة، وفي هذه الحالة، عليه أن يقدم الوسيلة في الوقت والموقع المناسب من الدرس
أيضا على المدرس أن يستغل السبورة استغلالا جيدا عندما يقوم بإجراء أحد التجارب أمام المتعلمين، إذا أن السبورة ينبغي أن تلخص وتوضح نتائج التجربة التي تجرى أمامهم، كما يجب أن لا تحتوي إلا على البيانات المهمة والضرورية الخاصة بالتجربة.
6
إن التمثيل البياني والرسـوم الإحصائيـة للمعلومات التي يمكن تفسيرها بصريا يعتبر مثلا واضحا عن التمثيل البصري فهذا النوع من المعالجة للبيانات أو المعلومات أكثر فاعلية من الحديث الشفهي أو الكتابة الإنشائية على السبورة.
لذا، يجب على المدرس أن يستخدم السبورة في عرض بعض الرسوم البيانية أو الإحصائية، إذا كان موضوع الدرس يتضمن هذه الجوانب وذلك لأن هذه الرسوم تترك انطباعا سريعا وفعالا عند المتعلم.
7 ـ عندما يقوم المدرس بمسح المكتوب على السبورة، عليه أن يقوم بذلك من أعلى لأسفل بقطعة من اللباد، حتى لا يثير زوبعة من الغبار الضار بالصحة له ولبقية المتعلمين.
8
يمكن أن يستعمل المدرس -الفنان- الطباشير الملون بفاعلية، بحيت يستطيع أن يرسم الأشكال بدقة حتى تبدو وكأنها تابلوهات حية
كما يستطيع المدرس أن يوجه الانتباه إلى معلومات خاصة في موضوع الدرس، إذ أن الألوان تساعد على فصل مراحل مختلفة من الشكل، كما تسهم في إبراز أهمية الأجزاء المنفصلة عن الشكل.
9
من الأفضل أن يستخدم المدرس الأدوات الهندسية في رسم الأشكال الهندسية، لتفادي الأشكال المضللة التي يرسمها بعض المدرسين ممن تنقصهم مهارة الرسم، وننوه هنا إلى أنه لا ضرورة للخربشة والرسم العشوائي على السبورة، لأن تأثيرات ذلك تكون سيئة على انطباعات وتصورات المتعلمين.
10
إذا تطلب شرح الدرس أن يقوم المدرس برسم عدة أشكال هندسية معقدة وصعبة على السبورة، فإن وقت الحصة يضيع في رسم هذه الأشكال، ولن يتبقى وقت لشرح الدرس في هذه الحالة يجب على المدرس الاستعانة بقسم الوسائل بالمدرسة ـصنع هذه الأشكال بأحجام متفاوتة من الورق المقوي أو من الخشب الخفيف، إذا أن ذلك يتيح للمدرس رسم هذه الأشكال على السبورة بدقة وسرعة عن طريق تثبيت الشكل على السبورة والتحديد حوله بالطباشير.
والحقيقة إذا أعد المدرس درسه إعدادا دقيقا، وعرضه عرضا منطقيا فلا بد أن ينعكس اثر ذلك على السبورة، فيبدو المعروض على السبورة واضحا ومنطقيا وحسن التسلسل.
11
من المفيد أن يذهب المدرس أحيانا إلى مؤخرة الصف، وأن ينظر إلى ما كتبه على السبورة ويقيم نفسه ليحسن من مستوى أدائه إذا شعر أنه دون المستوى المطلوب في المرات القادمة.
12
إذا دعت الضرورة ـ لسبب من الأسباب ـ إلى رسم بياني أو شكل تخطيطي معقد، وليس هناك الوقت اللازم لإعداده، فالبديل الطبيعي لذلك استعمال وسيلة بصرية جاهزة، كاللوحة الوبرية أو اللوحة المغناطيسية.. إذ أن مثل هذه اللوحات يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان الوظائف والاستعمالات الكاملة للسبورة.